إلى روح محسن أخريف في ذكرى رحيله

هل بالفعل قد رحلت يا صديقي؟ هل بالفعل كنت قد استشعرت أن أيامك معدودةٌ عندما قلت مجيبا عن سؤال إحدى الصديقات ونحن ننهي اجتماع تجديد مكتب "الرابطة أدباء الشمال" قبل أيام من سفرك الأبدي: ـ ما مشروعك القادم يا محسن؟ فقلت بدون تفكير: ـ لم تبق إلّا الأعمال الكاملة!! فردتْ عليك: ـ بسم الله عليك أبني، باقي بكري عليك!! هل كنت قد أحسست أن ما بقي لك في هذه الدينا سوى بضعة أيام عندما كنت مصرا أن أقرأ كلمة »الرابطة» يوم افتتاح عيد الكتاب المشؤوم؟ نعم كنت مصرا بشكل غريب أن أنوب عنك وأنت حاضرٌ بيننا، ولا يوجد سبب معقولٌ للتملص من تقديم الكلمة التي لم تتنازل عنها لسواك طوال سبع سنوات، سواء بصفتك رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب، أو بصفتك رئيسا «لرابطة أدباء الشمال» التي فرضتَها كشيرك في تنظيم عيد الكتاب بعدما صار الاتحاد خارج السياق! نعم، يا صديقي، ألقيتُ كلمتي وأنا أحس أنني أخذت شيئا ليس من حقي، كانت كلماتي مخنوقةً وأنا واقفٌ بالمنبر أقرأ. أنت الوحيد من شعر باختناقي لحظتها! كنتُ صباح يوم الكارثة أشعر بحزن غامضٍ مبهمٍ وانقباضٍ بفؤادي غير مفسرٍ، كانت الأمطار لحظتها تتساقط، أجل، ...