ثانوية القاضي عياض صرح تعليمي كبير لعب دورا مهما في الحركة التعليمية بشمال المغرب
تعتبر ثانوية القاضي عياض من أعرق وأقدم الثانويات في تطوان وشمال المغرب ومعلمة تاريخية ما تزال تلعب دورها التربوي والتعليمي، إذ تستقطب عددا كبيرا من التلاميذ في كل سنة.
ويعود تأسيس هذه المعلمة إلى سنة 1940 تحت اسم المعهد المغربي للدراسة الثانوية ببناية المدرسة الصناعية بباب العقلة، وأشرف عليها عدد من الشخصيات الوطنية من أبرزها عبد الخالق الطريس ومحمد المكي الناصري والفقيه محمد الطنجي والحاج محمد بنونة.
ويعد افتتاح المعهد الرسمي (ثانوية القاضي عياض) حدثا تعليميا وثقافيا مهما باعتباره أول مؤسسة ثانوية بالمنطقة الشمالية على عهد الحماية.
وارتبط هذا التأسيس بصدور الظهير الخليفي لـ31 دجنبر 1940 وبموجبه تم تدشين المعهد الرسمي للدراسة الثانوية بجوار مدرسة الصنائع بباب العقلة. وفي الموسم الدراسي 1944ـ 1945 انتقل المعهد من مقره المؤقت إلى الموقع الحالي تحت اسم المعهد الرسمي المغربي للدراسة الثانوية، وفي مارس 1960 سميت المؤسسة بثانوية القاضي عياض بعدما كان اسمها “المعهد المغربي الرسمي للدراسة الثانوية”.
وتحتل ثانوية القاضي عياض مساحة شاسعة تقدر بـ 12519 مترا موزعة بين المباني والملاعب الرياضية والمساحات الخضراء، وتتوفر على جناح علمي يحتوي على أربع حجرات علمية ومختبرين. وجناح تكنولوجي يضم ثلاث حجرات ومختبر وقاعة للمعلوميات ومكاتب إدارية منها 6 مكاتب وقاعة للأرشيف وقاعة للأساتذة ومسجد.
وكان الافتتاح الرسمي لمكتبة الثانوية في 23 أبريل 1952 بمناسبة عيد الكتاب، إذ أشرف عليه كل من الخليفة السلطاني والمقيم العام الإسباني. وتعتبر المكتبة قبلة للتلاميذ و الباحثين، إذ كانت تضم مختارات من الأدبين العربي والإسباني وضعت رهن إشارة الأساتذة والتلاميذ.
كما تتوفر الثانوية على فضاء رياضي متميز استفاد في الآونة الأخيرة من إصلاحات مهمة بفضل الشراكة التي عقدتها المؤسسة مع إحدى جمعيات المجتمع المدني (جمعية حي المستشفى الاسباني).
و تضم الثانوية مسبـحا وهو معلمة فريدة من نوعها، أدى دوره في وقت من الأوقات، حيث كان يسع عشرات السباحين. والمؤسسة بصدد البحث عن شريك كي ترجع له الحياة ويعود إلى حيويته التي افتقدها منذ سنين طويلة.
وأول سجل يتوفر عليه ثانوية القاضي عياض إلى الوقت الراهن هو 57753 تلميذ، منهم الآلاف من الأطر والأسماء المشهورة، نذكر منهم على سبيل المثال الحصر المرحوم عبد السلام البقالي الكاتب والدبلوماسي ومحمد العربي المساري الصحافي ووزير الاتصال الأسبق، ومحمد بن عيسى وزير الخارجية السابق، والروائي عبد القادر الشاوي، سفير المغرب في الشيلي، كما تخرج من بين صفوفها عدد لا يحصى من رجال السياسة والعلماء والأطباء والمهندسين والأطر العليا التي برزت في شتى المجلات.
يذكر أن المعهد (القاضي عياض) استقبل الدفعة الأولى من التلاميذ في بداية التأسيس وكان عليهم أن يقضوا في رحابه سبع سنوات على غرار التعليم الإسباني إذ قسمت الدراسة على مرحلتين الباكالوريا أولى بعد ثلاث سنوات، ثم باكالوريا عليا بعد ثلاث سنوات أخرى.
واعتبر المعهد الرسمي أكبر معلمة ومؤسسة تعليمية بالمنطقة، من حيث الحجرات المجهزة، وتوفره على مركب رياضي. وهدفت السلطة الاستعمارية من خلاله إلى تكوين أطر لخدمة مصالحها، في حين اعتبره سكان المنطقة بارقة أمل لاستكمال التعليم العصري بعد المرحلة الابتدائية، واسندت إدارته في البداية إلى المرحوم الفقيه العلامة الحاج أحمد بن محمد الرهوني الذي سعى إلى خدمة التعليم و اللغة العربية.
تعليقات
إرسال تعليق