أسماء أبواب مدينة تطوان العتيقة تحمل في خباياها أسرار المدينة
باب النوادر، باب العقلة، باب المقابر... أسماء ترن في أذان سامعيها فتترك من الإعجاب والاندهاش والتناسق بين الكلمة ومدلولها ما فيه معان كثيرة ... وأول ما يثير الانتباه في هذه الأسماء هي كلمة " باب " حيث يبادر بالفعل إلى أذهاننا شكل الباب المعروف في المعمار المغربي المستوحى من الأشكال الأندلسية في المعمار ... وبالتالي نتأكد أن نعت الإنسان التطواني للمكان كان يأخذ فيه بعين الاعتبار خاصية المكان، ويعمل على وصفه بدقة وإتقان. فبالفعل أماكن التي تطلق عليها أسماء تبتدئ بكلمة " باب " فإننا نجد فيها بالفعل بابا قائما، هي الآن عبارة عن قوس كبير بعد أن خلعت أبوابها الخشبية التي كانت تغلق وتفتح حسب مواعد محددة ... فهذه الأبواب أصبحت مفتوحة الآن طوال الوقت بعد خلع دفاتها الخشبية.
فلفظ كلمة " باب " في طبونيمية (toponymie) مدينة تطوان يعتبر رافدا أساسيا في تكوين العنصر الاسمي لأهم الأماكن التاريخية للمدينة، فأبواب المدينة في الماضي هي نقاط تماس المدينة بالعالم الخارجي، وهي الآن نقط وصل بين ماضي المدينة وحاضرها باعتبارها بوابة لسحر المدينة العتيقة المنفتح على حداثة الإِنْسَانْشِي.
وهذه الأبواب هي رمز تحصين المدينة ووحدتها، ودورها التاريخي في صد المحتل الأجنبي طوال تاريخها المجيد ...
مدينة تطوان القديمة تتوفر على سبعة أبواب خارجية بالإضافة إلى عدة أبواب داخلية كانت في وقت ماض أبوابا خارجية، لكنها أصبحت داخلية بفعل توسع المدينة العتيقة فأضحت في يعرف في تطوان بـ " أقواس " جمع لقوس.
وهذه الأبواب السبعة هي كالآتي :
1 ـ باب المقابر.
2 ـ باب النوادر.
3 ـ باب التوت.
4 ـ باب الرموز.
5 ـ باب العقلة.
6 ـ باب السعيدة ( الصعيدة )
7 ـ باب الجياف.
هذه الأماكن أو هذه الأبواب تحتفظ في ذاكرة تطوان بأحداث كبيرة تظل شاهدة على فترات حرجة عرفتها المنطقة، لذلك نجد حب واعتزاز سكان المدينة بأبوابهم السبعة وحفاظهم على أسمائها، بل واعتزازهم بهذه السماء ...
وعليه نجد أنفسنا أمام أسئلة ملحة تنفذ إلى تفكيرنا أهمها : لماذا اشتهرت هذه الأبواب بهذه الأسماء التي عرفناها بها ؟
ذ. عصام محفوظ
تعليقات
إرسال تعليق